إذا كنت تعانى من مشاكل المعدة والكبد إحــــــذر مضــــادات الروماتيزم (اسبيرين, فولتارين, اولفن, بروفينيد وغيروها الكثير...)


أن يكون الدواء الذي يستخدم في العلاج سلاحا ذا حدين ، ويكون مسببا للمرض ، فهذا هو الشيء يجب أن نتوقف أمامه طويلا. وأدوية الروماتيزم إحدى هذه الأدوية لما لها من مضاعفات ومخاطر متعددة . في حين أن أدوية الروماتيزم تستخدم أصلا لتخفيف ألام والتهابات المفاصل ، ومسكن في حالات المغص بأنواعه ( الكلوي ، المراري ) وآلام الطمث وكذلك بعد العمليات الجراحية.


إن من أهم الأدوية شائعة الاستعمال بين المرضى حتى بدون استشارة طبيب هى مضادات الالتهاب والمسكنات وعلى رأسها مضادات الالتهاب الغير كورتيزونية والتى لها العديد من الآثار الجانبية... ويجب التنبيه إلي مخاطرها خاصة أننا في لبنان من مدمني تعاطي الأدوية المسكنة دون استشارة الطبيب ، وهنا تحدث الكارثة نتيجة عدم الوعي بأضرارها الكثيرة والخطيرة خاصة على الجهاز الهضمى .. وقد يصل الأمر إلي حدوث نزيف دموي أو قرحة نازفة فى المعدة أو الإثني عشر او الأمعاء الدقيقة فإذا كان النزف طفيفا ظهر على هيئة براز داكن (لون الفحم) مما يؤدى إلى حدوث أنيميا وإذا كان شديدا ظهر على هيئة قىء دموى يهدد حياة المريض ، وتشير الدراسات أن واحدا من كل خمسة مرضى يتعاطون أدوية الروماتيزم التقليدية سوف يعانى من قرحة بدون أعراض وتكتشف بالمنظار وأن واحد من كل خمسين مريض سوف يعانى من قرح مع نزيف.




وحيث أن للكبد دور هام فى التعامل مع الأدوية فإن استعمال أدوية الروماتيزم لفترة طويلة ينتج عنها التهاب خلايا الكبد وترسيب الدهون فيها مما يؤدى إلى ارتفاع إنزيمات الكبد وارتفاع نسبة الصفراء ونزيف دوالى المرىء ، ، وكذلك تؤثر هذه الأدوية علي كفاءة الكلي مما يؤدي إلي احتباس السوائل بالجسم وتورم الوجه والقدمين ، ومنع تجمع الصفائح الدموية لإيقاف النزف .


وحتي نفهم القصة جيدا ، ونعرف كيف تسبب مضادات الروماتيزم التقليدية أضرارا بالغة بالجسم .. يجب أن نشير إلي وجود إنزيم بالجسم يسمي كوكس .. والذى يتحول إلى نوعين من الإنزيمات داخل الخلية الآدمية .. الأول مكون طبيعى فى الخلايا ويعرف اختصارا باسم كوكس 1 يؤدى لتكوين نوع مفيد من البروستاجلاندين يحمي الغشاء المبطن للجهاز الهضمي وبعض خلايا الجسم الأخري كما يساعد على تجمع الصفائح الدموية اللازمة لعملية تجلط الدم.. والثاني مستحث ويسمى إنزيم كوكس 2 يحفز تكوين نوع ضار من البروستاجلاندين يفرز عند الالتهاب وهو المسئول عن التهابات المفاصل وحدوث الألم والتورم بها والتهابات الكبد والكلى .


وأهم الآثار الجانبية لأدوية الروماتيزم التقليدية على الجهاز الهضمى أنها تبطل مفعول عمل هذين الإنزيمين كوكس 1 ، كوكس 2 دون تفرقة بينهما .. فتكون النتيجة عدم تكوين النوعين من البروستاجلاندين ( المفيد والضار ) معا .. فتتحسن التهابات المفاصل .. وفي نفس الوقت يتلف الغشاء المبطن للجهاز الهضمي وينتج عن ذلك قرح المعدة والإثنى عشر والنزف نتيجة عدم تجمع الصفائح الدموية مما يؤدى إلى الأنيميا وكذلك قصور وظائف الكلى واحتباس السوائل فى الجسم مما يؤدى إلى التورم ....... 


وحديثا تم تطوير جيل جديد من أدوية الروماتيزم الغير كورتيزونية والتى ليس لها آثار ضارة على الجهاز الهضمى تسمى مثبطات كوكس 2 (Cox-2 inhibitors) والتى قد تلعب دورا فى منع حدوث الأورام السرطانية ، وتستخدم في علاج التهابات المفاصل وكمسكن للآلام ، وذلك من خلال عدم ظهور إنزيم كوكس 2 الضار فقط .. بينما لا تؤثر ( كما في الأدوية التقليدية ) علي إنزيم كوكس 1 المفيد .. وبالتالي لا تحدث المضاعفات التى تسببها أدوية الروماتيزم التقليدية بالإضافة إلى أن هذه المجموعة من الأدوية الحديثة تقلل من معدل حدوث جلطات القلب نتيجة تأثيرها المعاكس على تجمع الصفائح الدموية ، وهناك دراسات تتم الآن على دور هذه الأدوية فى الوقاية من سرطان القولون وسرطان الكبد ، بالإضافة إلى أن استعمال مضادات كوكس 2 تحسن من استجابة مريض السرطان للدواء ، كما أن بعض الدراسات أثبتت أيضا أن مضادات كوكس 2 تمنع نمو الخلايا السرطانية فى معامل فئران التجارب .