العلاج بالخلايا الجذعية




العلاج بالخلايا الجذعية 

بدا اكتشاف تقنية العلاج بالخلايا الجذعية عام 1998 حينما استطاع فيه الطبيبان جيمس تومسون وجون غيرهارد الحصول على الخلايا الجذعية من جنين بشري في بداية تخلقه المبكرة لتفتح بذلك طريقاً جديداً للعلاج عن طريق تلك الخلايا لتحل محل العلاج العقار التقليدى او زرع الأعضاء، حيث تمت عملية فصل هذه الخلايا الفريدة من نوعها وأجريت الكثير من الدراسات والأبحاث التي أكدت قدرة الخلايا الجذعية على تكوين كل خلايا الجسم المتخصصة.والخلايا الجذعية هي الخلايا البدائية غير متخصصة التي تكون منها جسم الإنسان بأكمله وتحول بعد ذلك إلى خلايا وأنسجة متخصصة أي أن لها القدرة على التمايز إلى أكثر من 220 نوع من الخلايا وهو عدد أنواع الخلايا في جسم الإنسان، لذا فهي أساس أي خلية متخصصة، فعلى سبيل المثال الخلايا الجذعية هي التي تكون من خلالها الخلايا العصبية المكونة للأعصاب وخلايا عضلة القلب المكونة للقلب وخلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين وهكذا كل خلايا الجسم منبعها الخلايا الجذعية الجنينية.


وتعتمد التقنية العلاجية الحديثة على إستخلاص خلايا من دم الحبل السري للمولود والذي يعتبر غنى بالخلايا المستمدة من الوالدين والمسئولة عن تشكل مكونات الدم وسائر الأعضاء او من خلايا الأجنة وحفظها في أكياس تجميد داخل بنوك متخصصة في ذلك الشأن تسمى "بنوك الخلايا الجذعية" والتي إنتشرت في عدد كبير من البلدان في شتى إنحاء العالم حيث يوضع الكيس بعد ختمه في حافظة مملوءة بالآزوت السائل لتجميده وحفظه لفترة طويلة الأمد قد تمتد سنوات عديدة، ولا يحق سوى لصاحب الكيس او والديه إسترجاع تلك الخلايا، حيث تستعمل تلك الخلايا في وقت الحاجة لعلاج عشرات الأمراض المستعصية خصوصاً تلك التي يحتاج فيها ملايين المرضى إلى عمليات زرع أعضاء، حيث أن الغالبية العظمى من هؤلاء المرضى يموتون دون أن يتمكنوا من إستبدال أعضائهم المريضة.
وتقسم الخلايا الجذعية إلى ثلاثة أنواع وفقاً لعمر الجسم، فهناك الخلايا الجذعية التي تولد بقدرة لصنع أي شيء ثم هناك الخلايا الجذعية «الكلية القدرة» التي تستطيع صنع اكثر انواع الانسجة، ثم هناك الخلايا الجذعية البالغة التي تتكاثر لتصنع نسيجا خاصا للجسم، مثل الكبد او نخاع العظم او الجلد.
ويفضل العلماء إستعمال الخلايا الجذعية المأخوذة من الأجنة البشرية، لأنها واعدة أكثر من الخلايا الجذعية المأخوذة من مصادر أخرى وذلك لأنقسامها السريع وطول فترة نموها ومقاومتها للتجميد والذوبان المتكرر وتتخصص مكونة خلايا متنوعه أكثر من الخلايا الجذعية البالغة، حيث تتميز تلك الخلايا عن غيرها بالقدرة على النمو الموجه، أي أن توجه إلى النمو في إتجاه معين لنوع معين من الخلايا حسب المطلوب بإضافة محفزات ومنظمات نمو خاصة لها قدرة غير منتهية من الإنقسام.
 

من ناحية اخرى أصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرسوماً رئاسياً لإلغاء القيود الموضوعة على أبحاث الخلايا الجذعية فى مارس العام الماضى وقد أظهرت الأبحاث التي أجريت في ذلك المجال أن الإختبارات التي أجريت على الحيوانات بهدف فهم الأمراض البشرية وعلاجها، أظهرت تقدماً سريعاً في هذا الميدان، مما أتاح لبعض العلماء البدء في تجربتها في البشر الأمر الذي أثار حفيظة البعض وإعتبره عملاً غير شرعي ولا أخلاقي وذلك إن إستخلصت من الأجنة نفسها وليس من الحبل السري بينما إستحسنه البعض الآخر وإعتبره تقدماً علمياً وطبياً مهولاً، و لكن فى الوقت ذاته صدر حكماً قضائياً في احدى المحاكم الأمريكية - في اغسطس الجاري- يحظر على وزارة الصحة الامريكية والخدمات الإنسانية ومعاهد الصحة الوطنية التابعة للولايات المتحدة إجراء دراسات على الخلايا الجنينية البشرية الجديدة بعد 5 اشهر من بداية التمويل على ذلك المشروع حيث امر الحكم القضائي المبدئي بوقف التمويل الإتحادي الموسع لأبحاث الخلايا الجذعية للأجنة البشرية وهو المشروع العلمي الذي تبناه اوباما بعد ان الغي الحظر الحكومي القائم منذ 8 سنوات على التمويل الاتحادي للأبحاث على الخلايا الجذعية الجنينية.

ومن جهتها وضعت منظمة الصحة العالمية قوانين صارمة لتداول هذه التقنية عالمياً وللأسس العلمية الواجب إتباعها من قبل البنك الراغب في الترخيص لجمع وحفظ الخلايا الجذعية لدم الحبل السري وإتباع تعليمات الإتحاد الأوروبي لمنظمة NETCOED الأوروبية ومنظمة الغذاء والدواء الأميركية FDA ومؤسسة اعتماد العلاجات الخلوية الأميركية FACT خاصة بعد ان اشارت الاحصائيات الى الازدياد الذى طرا على ذلك النوع من العمليات "زراعة الخلايا الجذعية" والذى وصل نحو 50 ألف عملية زرع سنوياً منذ عام 2005.

وفي الوقت الحالي يتم إستخدام الخلايا الجذعية في علاج الكثير من الأمراض المختلفة المنشأ ومرض باركنسون، والإعتلالات العضلية والعصبية، تصلبات الشرايين الدماغية، أمراض الجهاز الهضمي والمناعي، التناسلي، الغدد، الكليتين وعقم الرجال والعجز الجنسي.
والكثير من الأمراض المستعصية، سرطان الدم وأمراض الدم وقد تم الحصول على نتائج مشجعة كذلك بالنسبة لأمراض السكري، وإلتهابات الكبد وتدهن الكبد.
مع الآخذ في الإعتبار أن هناك بعض الحالات المرضية التي يمنع فيها قطعياً العلاج بالخلايا الجذعية، ومنها الشيزوفرينا، وبعض الأمراض النادرة.

الجدل حول بحوث الخلايا الجذعية الخاصة بالأجنة البشرية
 
لا تختلف الأديان السماوية الثلاث حول بحوث الخلايا الجذعية إذا كانت من مصادر آخرى غير الأجنة البشرية أي أذا كانت من الخلايا الجذعية البالغة او من دم الحبل السري أو دم المشيمة، بينما تعارض معظم الطوائف المسيحية إجراء البحوث على الخلايا الجذعية من الجنين البشري ومن اليوم الأول للحمل نظراً لإعتقادها أن الجنين فيه روح منذ اليوم الأول، اما الدين الإسلامي واليهودية يؤيدان هذه البحوث قبل نفح الروح في الجنين ولا تجوز هذه البحوث بعد 41 يوم في اليهودية و121 يوم في المذهب السني وبعد ثلاثة اشهر في المذهب الشيعي و ذلك اختراما للجنين الذي تكون قد دبت فيه الروح ولا يسمح بالعبث فيه حسب معتقداتهم.